في أحد الأيام طلب مني صديق لوالدي – وقد كان أجنبياً – أن أقوم بكتابة الأرقام وفق لغتنا على قطعة من الورق حتى يتعرف عليها، فقمت بكتابة ، عندها ابتسم وقال لي: "هذه ليست أرقامكم وإنما هي الأرقام الهندية"، وأخذ القلم مني وقام بكتابة الأرقام على الشكل التالي: 0، 1، 2، .. ، 9 وقال لي "هذه أرقامكم". في تلك اللحظة فهمت أنه أراد أن يظهر لي جهلنا بتاريخنا وثقافتنا، ومعرفته – وهو الأجنبي – بها أكثر منا، ابتسمت خجلاً ولم أرد عليه خشية إظهار المزيد من الجهل، وقمت فيما بعد بالتحري عن الموضوع فجمعت المعلومات الكافية لإقناعي بذلك ولزيادة غروري الناجم عن كوني جزءاً من هذا البلد الذي قدم الكثير للحضارة الإنسانية
لقد تبين لي بعد البحث أن الأرقام المستخدمة حالياً في اللغة الانكليزية هي الأرقام التي كان أهل أوغاريت – التي تبعد عن مدينة اللاذقية
ما أريد أن أخلص إليه من هذه المقالة هو كلمة أوجهها إلى المعنيين عن الثقافة في سوريا:
إذا كان الغالبية من خريجي المدارس والكليات لا يعرفون إلا القليل عن تاريخنا فما هو الدور الذي تقوم به هذه المراكز العلمية للحفاظ على تراثنا وثقافتنا وتعميق انتمائنا؟
أنا شخصياً أعتبر التراث هو الوقود المحرك للحاضر وللمستقبل وكما يقول المثل الشعبي: "اللي مالو ماضي مالو مستقبل".
1 comment:
I disagree with you my friend. the problem is little bit deeper than few numbers and who knows them and who doesn't..
The problem is sitting somewhere in Damascus .. if you know what I mean.
Post a Comment