صعوبة الحياة جعلتنا نغفل أحد أهم جوانبها: الفن والجمال، وكمثال بسيط على ما غاب عن أعيننا في السنوات الأخيرة هذه الحنفية المخصصة للعموم والتي كان موقعها في دمشق قرب قصر العظم
فإذا دققنا النظر فيها نجد أنها ممتلئة بالزخارف الدمشقية المميزة بالإضافة إلى الأعمدة والخط العربي، والتي كانت شعبية في ذلك الوقت، أي أن الناس كانوا على تآلف معها كما أن كلفتها كانت منسجمة مع القدرات الشرائية لهم. أما الآن فالزخارف كهذه إن وجدت تكون تكلفتها مرتفعة الأمر الذي يمنع انتشارها لا بل يؤدي حتى إلى انقراضها لتخفى عن ناظرنا إلا في الأماكن السياحية التي نادراً ما نقصدها، والنتيجة هي غياب الفن السوري الأنيق وابتعادنا عن ثقافتنا التي كانت سائدة وتحولنا إلى ثقافة خالية من الجمال والفن تتمثل بالبيوت الشبيهة بعلب الكبريت ذات الجدارن الإسمنتية الغليظة الأمر الذي يؤثر في شخصيتنا ويبعدنا عن الرومانسية والسلام والحب والتفاؤل ويقودنا إلى العدوانية والشر والنفور والتشاؤم.
مما تقدم أريد أن أوجه نداء إلى جميع من يهمّه الأمر وإلى جميع الفعاليات الاقتصادية من أجل دعم الحرف اليدوية والزخرفة السورية وإعادتها إلى الحياة العامة وجعلها تتبوأ مكانها الطبيعي بين الأمم لرفع اسم سوريا عالياً وإيصال صوتنا من خلال أهم أساليب التفاهم بين الشعوب "الفن".
No comments:
Post a Comment